[ad_1]

وصول البرابرة

إلى طرواديي العصر

عندما وصلَ البرابرةُ إلى أَسوارِ المدينةِ

كانتِ الأبوابُ مُشرعةً

والسكونُ يَغمر المطالعَ والشّرفاتِ، ويهيمُ في الأَزقةِ

كان النهارُ في أَولِ شبابهِ والشمسُ بلسانها الدافيءِ تَلحس الجدرانَ.. 

الخواءُ رَجَّعَ أَصداءَ سنابكِ الخَيل..

لم يكنْ في السَّاحةِ المسكونةِ بالهجرانِ حصانٌ ولا عَربةٌ

لم يكنْ وراءَ الأَسوارِ قائدٌ، ولا فتاةٌ شجاعةٌ تُلهِمُ المدافعينَ،

لم يكنْ حارسٌ هناكَ ولا حتى نافخِ بوقْ.

النسائمُ تلهو بأَطرافِ الستائرِ

وفي آخر الزقاقِ صبيٌّ صغيرٌ يلهو بعجلةٍ.

الخيلُ راحتْ تَمشي بخيلاءَ، مباهيةً بأَعرافها، وبوقعِ سنابكها على الصمتِ.

***

عندما وصلَ البرابرةُ في ذلكَ اليوم

كان بابُ المدينةِ مفتوحاً والصائفةُ تلهو بأوراقِ الشَّجر.

شعرَ قائدهُمُ بالخِزي لأَن الأبوابَ كل الأبوابِ، كانت مفتوحةً،

لم تَنفلق جمجمةٌ بسهمٍ، ولم يسقط فارسٌ عن فرسٍ!

وبخِزي أكبرَ شعرَ قائدهم لأن رجالَه لم يرسلوا إلى الحصونِ والأَسوارِ كراتِ النارِ

ولم تكنْ لديهمُ فرصة ليهدموا قلعةً ويقيموا في محيطِها برجاً من الجّماجمِ..

والمؤسفُ أكثرَ أنهم بلغوا بطلائعهمُ قلبَ المدينةِ، ولم ترتفع ملاءةٌ بيضاءُ على حانوتٍ أو بيتٍ،

لم يركعْ جريحٌ،

ولم تهتف امرأةٌ: احرقوا المدينةَ، ولا تدنسوا العذراواتِ،

لا شَكوى

لا بُكاءَ

لا تَوسلات!

فقط، صمتٌ مريبٌ لا يشبهه شيءٌ سوى زيارة مقبرةٍ في جبلٍ.

والسؤالُ الآنَ:

ماذا يفعل البرابرةُ بمدينةٍ تُرِكَتْ مشرعةَ الأَبوابِ ولا يُوجدُ فيها سوى صَبيٍّ يلهو بعجلةٍ؟

***

لم يجد البرابرةُ خائناً، ولا حتى مهرجاً أو أحمق، ليكون دليلاً في المدينة.

إحباطٌ كاملٌ..

إذْ ذاكَ نظرَ البرابرةُ في وجوه بعضهم البعضَ، ولم يجدوا كلمةً تُقال.

ماذا يفعلُ البرابرةُ في مدينة اختفى سُكانها، فجأة، بصورةٍ غير مفهومةٍ!

الخيولُ التي مَلأت الساحاتِ بالعجاجِ، ضجرة راحت تنبش بسنابكها الأرضَ..

وعلى صهواتها القلقةِ، فجأةً، دَبَّ صَمتٌ يُشبهُ رعدةً باردةً سَرَتْ في أجسادِ البرابرة.

لم تنبسْ لهُمُ شفاهٌ بحرفٍ، عيونهُمُ صارتْ خَرزاً ملوناً،

ونظراتهُمُ أُحجياتٍ حَجَريَّة.

***

في آخر الزقاق، ومن الأعلى أَفْلَتَ الصَّبيُّ العجلةَ

وتَرَكَها تتدحرجُ..

جهةَ

الخيلِ

إذ ذاكَ نَفَخَ حاملُ البوقِ: نحنُ البرابرةُ لمْ نَعد برابرةً!

كانت الأبوابُ المقفلةُ ومن ورائها المدافعونَ عن الأسوارِ، والفتاةُ الشجاعةُ التي تُلهم المدافعينَ،

السهامُ، والحرابُ، وصليل السيوفِ،

الجماجمُ في الأزقةِ، والنيرانُ في العَمَائرِ..

هي الحكايةُ والمغزى.

صَهَلَتِ الخيلُ في قصيدةِ الشاعرِ، ومَشَتْ بخيلاءٍ.

حقاً، لقد كانَ البرابرةَ المحبطون لكونهم لم يصبحوا برابرةً في ذلكَ اليوم،

حَدَثاً رائعاً، خلفيَّةً مناسبةً للهو صبيٍّ بعجلةٍ في قَصيدةْ.

 

رؤيا الهارب من الطغيان

لوحة: رندة مداح
لوحة: رندة مداح

I

الغيوم تساقط في حجرتي، سريري يعج بالقوارب

وجسدي دمية ضخمة على ساحل تبلغه موجات لاهثة

لا تنحسر عنه إلا لتترك أصدافا وأُشنات وسرطانات حائرة

الشمس التي غربت وراء ظهري

تركت المساء يملأ الغرفة بحطام النجوم.

أتقلب

وأنهض

في أرض أخرى.

II

وفي سهمٍ آخر من الرحلة

استيقظت ووجدت دليلي وقد انقلب واقفا وصار شجرة.

كيف لي أن أخطو الآن؟ 

كيف لي أن أنفك وأرومَ الـ هناك؟

أن أعبر هذا الخضم المترامي لعيني المجرحتين وقد مسخته الريح

وأحالته إلى جبال من الرمل تلتهمها الشمس؟

III

الأبواق تهدمُ الأسوار.

 

الأبيغراما السورية

لو مَرَرتَ بي وكنتَ سوريا مثلي،

وكنتَ هارباً في جزيرةٍ

فكن نظيري..

ولو لم تصل

مثلي

على مركب مبحر من صور

وفي قدميك نعل من جلد الحصان..

لو وصلت، لو رمتْ بكَ موجةٌ على هذا الشاطيء،

ووصلتَ،

أيها السوري،

فلتؤثر كيوس على أثينا واسبرطةً معاً

فهي جزيرةُ الحبِّ وعلى هضابها يرقدُ العُشاق.

ولو وصلت عارياً على طوف سلوقي،

هارباً من حَمَلة السيفِ، وحراب الطاغية،

ووراءك سوريا المحترقة،

ولم تصل في سفينةٍ إغريقيةٍ ويتبعكَ بالصناديقِ عبدٌ من ساموس..

إذا ما مررتَ بقبريَ،

ووقفتَ هنا لتتهجى اسمي بلكنتك الجنوبيَّةِ

فلتتلو لأجلي هذه الكلمات:

أنا ميلياغروس الجداري، ترعرتُ في هضابِ حوران،

وهبَّ على جبيني بارداً هواءُ حرمون

وعندما بلغتُ صورَ فتى عاشقاً

أغوتني أشرعةُ المراكبِ، ووجدتُ نفسي في كيوس

لا يغرنكَ أن يكون اسم أبي إيوقراتيس،

فالسوريون جميعاً في ذلك العصر رفلوا بأسماءَ إغريقية.

كن نظيري،

أنا ميليا غروس الجداري،

واقرأْ لأجليَ هذه الأبيغراما المستلة من “الإكليل” عن مراكبِ السوريينَ الهائمينَ في البحر.

 

أنشودة أوروبا

ما الذي جعلَ الإغريقَ يتخيّلونَ أن ثوراً أعرجَ يمكنه أن يُغري أميرةً من صور،

لأبرحَ برفقته مطلعَ الشمسِ إلى أرضِ الظلماتِ،

وببابِ قصرِ أبي أكينور يركعُ البحرُ،

وتنزلُ السماءُ لتزيّنَ الحدائقَ بالأنجمِ والكواكبِ.

يا للخيالِ الإغريقي الجامح!

حتى الحداد الذي ولدَ في ميلوس

ولم يسمع بجزيرةٍ اسمها ميكونوس

لن يقبل بهذهِ الفكرة

إيسوبوس، أيها البارعُ في تلفيقِ الحكاياتِ

أرو لنا عن أميرةٍ في الشرق حكايةَ أُخرى!

ولو اضطررتِ إلى مثالٍ،

عليكَ بأبوليوس النوميدي وجحشه الذهبي،

ولو أردتَ شيئاً مُجَرباً حقاً، ويمكن له أن يبقى في ذاكرةِ الإغريقِ

وأصهارهم الفنيقيينَ

عليك بلقيانوس السميساطي فهو سيِّد الكلماتِ.

 

فلاسفة وطغاة

لوحة: رندة مداح
لوحة: رندة مداح

فكرة إيسوبوس

لمّا تشككَ المريدونَ بالفلاسفةِ،

لمجرد أن غيمةً مكفهرةً هطلت مطراً أسودَ في منامِ مُريدٍ

هجروا رواقَ المنطقِ

وطافوا في المدينةِ وراءَ أَجهرهم صوتاً:

نريدُ كاتباً له خيالُ أبوليوس وخفَّة دمِ أريستوفانيس..

لماذا تذهبونَ بعيداً، هَتَفَ إيسوبوس الراجعُ من دلفي ومعه الإشارةَ..

قبلَ نصفِ ساعةٍ، فقط، نلتُ حريتي

ومعي تصريحٌ من القضاةِ بابتكارِ القَصص

صحيحٌ أن أبطالَ حكاياتي ليسوا بشراً

لكنهم على الأقل ليسوا كمثل لوكيوس، بدأَ حياتَه إنسانا، ثم تحوّل إلى حمارٍ،

وانتهى كاهناً في معبد.

يا لخفَّة القدرِ،

تركتُ أكسانتوس ورائي يشربُ البحر

وبلاتو يتمشى على الشاطيء وينشدُ الشعرَ،

وجئتُ لأرمي الكرةَ للاعبِ

 وأنصرفُ.

لا تخلطوا الخمرةَ بالزيتِ، ولا الماءَ بالعسلِ.

هل كان المريدون الأثينيون، مراهقين مغرورين

لما فحصوا الخيوطَ ووجدوا خيطاً غريباً في بساطِ الفلسفة؟

ما ذنبُ سقراط، لو خرجَ مريدُه كريتياس على المسرحِ بقناعِ طاغيةٍ إسبارطي

ولكن ما هذا الخلطُ بين الأزمنةِ؟ هل ستنتظرونَ ثلاثةَ قرونٍ أُخرى

حتى يولدَ أبوليوس الذي أرادَ تحويلَ بطلهِ إلى طائرٍ فتحوّل إلى حمار؟

أنا إيسوبوس

ولدتُ في ساموس، واستُعبدتُ في رحلةِ صيدٍ مشؤومةٍ بين جزيرتين،

المؤرخون يشككونَ بإغريقيتي.. لا بأسَ،

فلأكن مصرياً، أو فينيقياً، أو بونيقياً

حكاياتي لا يُشَقُّ لها غُبار.

 

مرسوم كاراكلا

سنة 212 ميلادية

أيُّ ضَرْبةٍ صاعقةٍ، أيُّ رؤيةٍ بعيدة لناظرٍ من هَضَبَةٍ

بإيماءةٍ مفاجئةٍ،

إشارة لا أكثر من إصبعِ فتى في رداءٍ أرجوانيٍّ

أسمرَ، لأبٍ بونيقيٍّ وأمٍّ سورية

يتحول كلُّ من كانوا غرباءً في روما، حتى يوم أمس، إلى مواطنين رومانيين؟

كيف سيتصرف الأرستقراطيون المفجوعونَ بعد اليوم؟

هل يَمشي البَربريُّ بجوارِ النبيلِ، ويزحمه بكتفهِ: أَنا أَيضاً رومانيٌّ!

وهل يحتمل أولئك المصدومونَ من الخبرِ مَرآى عابدي إيل وعشيرة يحتشدون في الأغورا، ويهللون للمرسوم الإمبراطوي المنقوش على الحجارة..

مبتهجينَ بتلك السطورِ المبهمة،

وهم يهزون رؤوسهم، مثلنا، نحن الرومانيين،

كما لو كانوا هم أيضاً يقرأونَ اللاتينية!

اليوم، بعد العصر، عندما يصلُ إلى مجلس الشيوخ:

السوريُّ والأرمينيُّ والنوميديُّ والمصريُّ ومعهم البربريُّ من بريتانيكا،

هل سيجلس هؤلاء بملابسهم الغريبة في مقاعد النبلاءِ؟

ماذا سيقولون للحضور وبأيِّ لغة سيتكلمون؟

هل يكون لهم رأي في شؤون الحكم؟!

وفي ما بعد، عندما يصحو الارستقراطيونَ من الضربةِ

في أيِّ معبد سيقدِّم هؤلاء لآلهتهم الأضاحي،

والسوريون في أسواقِ روما ومعابِدها جعلوا لجوبيتر قرني بعل، ولأفروديت سحنة عشتار؟

بإيماءة مفاجئة، لا نعرف حتى الآن إن كانت مدروسةً أم مرتجلةً،

يتغيَّر كلُّ شيءٍ في هذه الإمبراطورية..

أهي نظرةٌ ثاقبةٌ من نَسْرٍ حلّقَ في شاهقٍ ورأى كلَّ شيءٍ،

أم انقلابٌ شرقيٌّ؛

انتقامٌ متأخرٌ للملكةِ السمراء المدفونة في الغابةِ بعد تحويلِ بالميرا إلى أطلال؟

من اقترحَ هذه الفكرة المذهلة على الآخر؟

بابنيانُ الحمصيّ المشتغل بالشرائع أم كاركلا الباحثُ لخزينتهِ عن الضرائب؟

بالأمسِ كان النبلاءُ الحائرونَ بدمهم الأزرق يرددون:

أيُّ نهرٍ هذا الذي يجري في روما اليوم،

التيبر أم العاصي؟

كاركلا أطلقَ النَّسر من الهضبةِ،

وأجابَ عن السؤال:

ما دامت كلُّ الطُّرقِ تؤدي إلى روما

فلتصل، إذن، إلى روما على كلِّ تلك الطُّرقِ كلّ العربات.

 

أنشودة أبولودور الدمشقي

تكونين في دمشقَ،

اللؤلؤةَ

الطريقُ إلى بيتكِ في جوارِ القلعةِ صاعدةً، وخطرةً

عبّدها عُمّالي

لقدميكِ الطائشتين..

الطريقُ، ضربُ صنوجٍ، وخطواتُك في نعلكِ نشيدٌ يانعٌ.

لستُ هنا، لأرى أطواقَ الغارِ ذابلةً،

وصمتَ الطريقِ حزنَ أزهارٍ عندَ درفاتِ النوافذ.

البهجةُ أثر من صِبْيةٍ فرّقهم لَهوٌ

أسمعُ أنفاسَهم نتفاً من كلامٍ خائفٍ،

أخطو وفي ذراعي الصّدعِ المتحدّرُ من قاسيون.

صرخات المصارعين ترجُّ البوابات

عيونهم النازفةُ تلمع في صفائحِ الدروع..

الأوهام تتقاطر، الأوهام تجوب الأرض والسموات، وتؤنسُ قَلبك.

مشيتكِ في الطريقِ من البيتِ إلى الحَمّامِ، نورٌ قديم على خطوات خضراءَ.

تكونين لؤلؤةً في دمشقَ، وفي روما الصحراء خطوتي تهلكُ.

 

أصابع جوليا دومنا المفقودة

أفكار الوصيفة بعد مقتلة القصر

كم مرَّةً سيغمد كركلا سيفَه في أحشاءِ الجنديِّ الذي بَتَرَ أصابع الأمبراطورة

“كان المقصود قتل الشقيق

وليس تشويه يد الأم…”

هكذا كتبَ المؤرخ في صحائفِ ذلك اليوم.

ويا لها من فضيحةٍ، أن تظهر الامبراطورةُ في المأدبةِ بيدٍ فقدتْ ثلاثةَ أصابع.

حتى لو كان كاركلا سيرسلُ الجنديَّ المُذْنبَ ليرمي نفسَه من حافَّةِ الجبلِ

فلن يتغيًّر شيءٌ!

أما هي، سيِّدةُ روما المتحدرةُ من سلالةٍ سوريةٍ نبيلةٍ،

 فلن تلتفتَ لتنظرَ أصابعها التي بُترتْ وطاشت على الرُّخامِ،

ولا الدمَ الذي نَفَرَ ولطَّخَ الأرائكَ

جسدُها الذي استشعرَ نَصْلَ الشَّقيقِ على نحرِ الشَّقيقِ

 تَخَدَّرَ، فجأةً

ولم يَبق في الحواس شيءٌ حيٌّ

سوى تلك الانقباضةِ الأليمةِ في الرَّحمِ.

نباهتكِ التي جعلتْ مشرعي روما يستقبلونَ سيبتموس بإكليلِ الغارِ

ذابتْ في كأسِ الابنِ القاتلِ كحبةِ الحنضلِ.

والآن،

إلى أين مَضَت الوصيفاتُ في ليلةِ الأخوينِ،

 بالأصابع المقطوعة لجوليا دومنا؟

لوحة: رندة مداح
لوحة: رندة مداح

 

قال كاركلا

إذا كان رومولوس الذي تمجدونَ قَتَلَ أَخاهُ،

فلماذا تلومونني؟

هل سمعتم بمركبٍ في بحرٍ عاصفٍ يقودُهُ بَحّارانِ؟

لا تكونوا مثل بابنيان الحمصي، حبّر الشرائعَ باسم روما،

وقضى أخيراً بسيوفِ قناصلي!

لا تكونوا مثلَ بابنيان،

فليس مثله اثنانِ في الأرض.

 

رامي القوس من صور

اليومَ لن أصعدَ إلى المعبد

لا نذور عندي لجوبيتر، ولا حتى لبعل..

ما أفعلُ بآلهةٍ لم تشف غليليَ ولو لمرةٍ

بجوابٍ

عن سؤالٍ من ألف.

أعطيتُ ربع قرن من حياتي لهذا الهواء البارد،

ووتّرتُ الأقواسَ لأنال من البربري الملون بسهمي المجنح

أما وقد نزلت من السور

بدراخمات لا توصلني حتى إلى لوندينيوم على النهر،

فلأجدف إذن،

ليلَ نهار

مادمت لن أحظى، ولو في المنام، بمركب يحملني إلى صور..

والأرجح أن أموت وأدفن، هنا، في جوار هذا السور الأحمق.

هل يُنتظر مني أنا السوري الذي ضيع حياته في غابةٍ يلتهمها الضباب

أن أصحح لآلهتي الفاشلة أخطاءها المتكررة؟

من ديوان جديد قيد الطبع تحت عنوان “الالواح الشرقية”

[ad_2]

Source link

من sanaanow