[ad_1]

كتاب جديد لها يتضمن كتابات لم تنشر سابقاً يصدر هذا الشهر

أشهر جملة لزورا نيل هيرستون هي «لا، أنا لا أنتحب على العالم – فأنا منشغلة بشحذ سكيني المصنوع من المحار». وهو تعليق يلخص كتاباتها وشخصيتها أيضاً. وتعدّ كتب هيرستون، ومنها الرواية الكلاسيكية «عيونهم كانت تراقب الإله» عام 1937، ومذكرات بعنوان «مسارات ترابية على طريق» عام 1942، قريبة من الواقع، وزاخرة بالمتع اللاذعة، ورحبة في تعاطفها الإنساني، ومتصلة بشدة بالحماسة التي تستطيع ملامسة هوامش الوجود اليومي. الأمر المثير للاهتمام في تعليق «السكين المصنوع من المحار» إذا ما قرأناه في سياقه، حيث جاء كجزء من مقال لها نُشر عام 1928 بعنوان «كيف يبدو شعورك حين تكون ملوناً»، هو طريقة تعبيرها عن آرائها السياسية التي كانت غير تقليدية. لو كانت تعيش في عصرنا هذا، ربما أصبح لديها حساب على موقع «سابستاك».

شعرت هيرستون أن أميركا قد منحت كل مواطنيها حتى في عام 1928، وضمنهم السود، فرصة تحقيق النجاح في الحياة، وأن الأمور تتحسن كل عقد، وقد كتبت في المقال نفسه «لا أنتمي إلى المدرسة الزنجية المنتحبة التي ترى أن الطبيعة قد قدمت لهم بشكل ما صفقة قذرة غير عادلة وأولئك الذين تتأذى مشاعرهم منها. أرى أن العالم هو للأقوياء دون النظر إلى مجرد تلون بسيط». وأضافت قائلة «هناك دائماً شخص بقربي يذكرني أنني حفيدة عبيد، ولا ينجح ذلك في إثارة مشاعر الاكتئاب داخلي. لقد انتهت العبودية منذ ستين عاماً، وكانت العملية ناجحة والمريض بحالة جيدة، شكراً».

كانت هيرستون تشعر، على نحو مربك لبعض أقرانها، أن الكثير من ذوي البشرة السوداء في أميركا يرفضون الإجابة بنعم. ومن المقرر صدور مجموعة جديدة تتضمن أعمالها بعنوان «You Don’t Know Us Negroes» «أنتم لا تعرفوننا نحن الزنوج: ومقالات أخرى» خلال الشهر الحالي.

قامت جنيفيف ويست، أستاذة لغة إنجليزية في جامعة تكساس للنساء، وهنري لويس غيتس الابن، بتحرير تلك المجموعة. تم طباعة الجزء الأكبر من محتوى هذه المجموعة أثناء حياة هيرستون، لكن تظهر بعض المقالات فيها للمرة الأولى.

كانت هيرستون تؤمن بالتدرّج، حيث يظهر نهجها المحافظ في تحفظها الفطري. وكانت أكثر حذراً تجاه الشيوعية، حيث تساءلت عام 1951 عندما كان يُعتقد أن الاتحاد السوفياتي يتودد إلى أفراد الأقليات العرقية التعساء لينضموا إلى الحزب «لماذا قد نرغب في التخلي عن الحرية مقابل الاستعباد؟». وردت هيرستون قائلة، إن ذوي البشرة السوداء طموحون، فهم لا يريدون «أحذية ذات رقبة لا شكل لها من اللباد وحساء كرنب».

لقد أرادت الاندماج، لكن عارضت فرضه على نحو مربك على الكثيرين؛ فقد كان الأمر بالنسبة إليها احتراماً للذات. سألت «ما قدر الرضا الذي يمكنني الحصول عليه من أمر محكمة يجبر أشخاصاً لا يريدون الاقتراب مني على الاختلاط معي؟»، كان من طبيعتها أن تتعامل مع الأمر بحسّ الدعابة، حيث تقول «كيف يمكن لأي شخص حرمان نفسه من متعة رفقتي وصحبتي، إن هذا الأمر يتجاوزني».

لم يكن هناك أي شيء عقائدي أو مذهبي في أعمال هيرستون الأدبية، لكن تتوافق رواياتها مع سياستها رغم ذلك، بمعنى أنها كانت ترفض، كما توضح كل من ويست وغيتس، تناول وتصوير «عنصرية بيضاء متمركزة سافرة واضحة أو شخصيات ذات بشرة سوداء من المتوقع أن تكون نبيلة وجديرة بالثناء». لقد كتبت، إن حسّ الدعابة لديها نابع من شعورها «بأننا سخيفون مثل أي شخص آخر، حيث يمكن أن نكون مخطئين أيضاً». كانت هيرستون تتعاون مع زمرة مفكرين مثل الناقد ألبرت موراي، الذي كان يشكو من أن «أكثر النقاد يشعرون أنه لو لم يعبّر الكتّاب الأميركيون ذوو البشرة السمراء عن غضبهم تجاه الظلم وينوحون، فليس لديهم ما يقولونه».

كذلك، كانت متصلة بالروائي بول بيتي، محرر الكتاب القيّم «هذر: مختارات من الفكاهة الأميركية الأفريقية» الذي يتضمن مختارات عدة من أعمال هيرستون. نجد شيئاً ما من هيرستون في نبرة بيتي حين يكتب عن المذكرات الكلاسيكية لمايا أنغلو «عرفت بالفعل لماذا تغني الطيور الحبيسة، لكن بعد قراءة ثلاث صفحات من ذلك الكتاب بتّ أعرف لماذا يضعون مرآة في قفص طائر الدرّاء (باركيت)، وذلك حتى ينغمس في بؤسه».

تستهدف المقالات في «أنتم لا تعرفوننا نحن الزنوج» موضوعات متنوعة عدة، حيث تكتب هيرستون عن لغة السود وعن الأناشيد الزنجية التي كانت تشعر أنها تجردت من سماتها الخشنة المسننة بفعل أداء «نادي المرح». هناك مراجعات نقدية لكتب، وعمود عن نصيحة مواعدة بعنوان «الوصايا العشر للجاذبية»، «حاذر إغواء المحبرة، حيث سيطلق على امرأة تغمر رجلاً بالأدب والملاحظات المعطّرة».

هناك أيضاً «هجاء ماركوس غارفي» المكون من قطعتين قصيرتين عن الأنوف، فضلاً عن تقارير هيرستون لصحيفة «بيتسبرغ كورير» عن محاكمة سيدة ثرية ذات بشرة سوداء عام 1952 بتهمة إطلاق النار على حبيبها الأبيض الشهير. توضح كل من ويست وغيتس في مقدمتهما لهذا الكتاب أن «هيرستون ترسّخ مكانتها ككاتبة مقال كبيرة خلال القرن العشرين». هذا حقيقي إلى درجة كون خمس أو ست مقالات من تلك المقالات من الروائع من حيث الشكل، ونبرتها اللاذعة جزلة قوية.

هناك المزيد أيضاً، حيث توجد مقالات، إذا تم حذف اسم هيرستون من عليها، يمكن أن تكون من تأليف أي شخص آخر، فضلاً عن مقال طويل عن جامعة هوارد يعود إلى عام 1925 يتضمن صفحات من بيانات لمجلس أمناء الجامعة. إذا لم يكن المحرران قد وصلا إلى قاع البرميل، فقد اقتربا من ذلك.

المقدمة الطويلة لهذا الكتاب مصاغة جيداً، لكنها ليست مفيدة بشكل ما، فقد خصص المؤلفان الكثير من الصفحات لإخبارك بما ستقرأه مع تضمين بعض أفضل الاقتباسات المنتقاة. يشبه الأمر مشاهدة إعلان ترويجي مدته 15 دقيقة لفيلم أنت على وشك مشاهدته. لا توجد أي معلومات ذات صلة بسيرة الكاتبة، فنحن لا نعرف كيف كان شعور هيرستون تجاه كتابتها الحرة، وهل كان الأمر مهماً بالنسبة إليها أم لا، ومن كانوا محرري أعمالها، وهل زارت مكاتبهم، وما إذا كانت تتقاضى أجراً مناسباً أم لا، وهل رفضت الكثير من الأمور، وهل تم رفض أي من أعمالها؟

لقد تم نشر مقالاتها في صحف مثل «ساترداي إيفنينغ بوست»، ومجلة «أميركان ميركوري»، ومجلة «نيغرو دايجيست». هل سعت للكتابة في صحف ومجلات مثل «أتلانتيك» أو «ذا نيويوركر»، لكنها قررت عدم الوقوف على تلك الجبال، بل على صخور جانبية؟

أحببت الكتاب على أي حال، فعند قراءة كتابات هيرستون فهي تتميز بأسلوب خاص بها وبألق نابع من داخلها. عندما كانت في حالة معنوية مرتفعة، كانت تشعر بأنها «شامخة مثل الأسود أمام مكتبة شارع 42 ستريت». لقد كتبت في نهاية مقال آخر «إنها مشاعري وأنا أدعمها».

* خدمة «نيويورك تايمز»




[ad_2]

Source link

من sanaanow