[ad_1]


“أكثر حاجة شدتنى فيه ذوقه واحترامه” بحنين لا يخلو من غصة ألم تذكرت ابنة الـ21 عامًا، بداية القصة الوردية قبل عام ونصف، وحكت “أحد أقاربى وفر لى فرصة عمل فى شركة، وهناك تعرفت على صديقه الذى يعمل بالشركة. جذبنى بذوقه واحترامه منذ تحدثنا للمرة الأولى. وكلما عرفته أكثر كلما تحركت مشاعري أكثر تجاهه. اهتمامي زاد ولهفتي زادت مع شعوري بأن الاهتمام متبادل”.


بدأت أشتاق لرؤيته كل يوم في العمل، أتتبع أوقات استراحته لأخرج في نفس الموعد وأراه، أتعمد أن أتواجد طيلة الوقت في الأماكن التي يتواجد فيها. وقعنا في الحب، فقرر أن تأخذ العلاقة شكلاً رسميًا. تحدث مع قريب لي ليكلم والدى وبعد 10 أيام فقط زارنا مع أهله. تفاهم الجميع بسرعة فقرأنا الفاتحة في الجلسة نفسها. كنت سعيدة جدًا ومتفائلة لأن كل شيء يسير بسلاسة وسلام. بعد شهر ونصف تقريبًا تمت الخطبة ولم تسعني الدنيا من الفرحة.


مر أسبوع على خطبتنا وأنا منتشية ومتفائلة بحياتي الجديدة التي سأبدأها معه. ولكن من الأسبوع الثاني تعكر الحلم وبدأت المشاكل. وجودنا في العمل نفسه، والذي كان سببًا في حبنا، كان هو نفسه السبب في زيادة المشاكل. كل يوم يراني فيعلق على ملابسي أو تصرفاتي أو كلامي مع الناس. قال بوضوح إنه لا يريد أن يكون لي احتكاك أو تعامل مع أي شخص غيره. كان عندي معارف شباب علاقتنا تسودها الاحترام والحدود أجبرني على قطع علاقتي بهم جميعًا وحظرهم على مواقع التواصل وعلى الهاتف. في هذه اللحظة احتقرت نفسي. شعرت أننى لم أصوت العشرة والعيش والملح مع أشخاص أعرفهم من سنوات ولم يؤذونى أبدًا.


خلال وقت قصير فرغ حياتى تمامًا إلا منه. حتى العمل أصبحت أشعر بالانزعاج منه ومن وجود خطيبى فيه، لدرجة أننى أشعر بالراحة والسعادة حين يكون في عطلة.


تدريجيًا أصبحت أرى أنه ليس الشخص الذي تمنيته، ليس الشخص الذي شعرت أنه يشبهني ولن يمكنني أن أعيش معه ما تبقى من عمري. لا يفهمني تقريبًا في أي شيء، لا كلام ولا مزاح وحتى طريقة حبنا لبعض مختلفة. أنا شخص يحب المزاح والضحك والخروج والتجديد وهو شخص جاد وعملي وروتيني.


ازدادت المشاكل ومعها تصاعدت العصبية. كلما عارضته في شيء “يتشنج” وينفعل ويرتفع صوته، وأكثر من مرة شدني في الشارع بشدة لدرجة أني كدت أقع. وكل مرة يقول آسف وهذه آخر مرة ولن أفقد أعصابي مرة أخرى لكنه يعود ويكرر الخطأ.


قلت له أكثر من مرة إنني اكتفيت ولا أريد الاستمرار في الارتباط لكنه يستجديني ويقول إنه يحبني ولا يمكنه أن يعيش من غيري وهو فعلاً يحبني لكني أصبحت متعبة ومختنقة. لا يمر يوم من دون “خناقة” جديدة وكل يوم بكاء وهو يبرر بأنه مضغوط.


لا أنكر أنه فى عيوب كثيرة أبرزهم أنى حساسة جدا وهو ما يجعلنى لا أحتمل طبعه أكثر. لم أعد راضية عن حياتى معه. أخاف أن أظلم نفسى بالاستمرار معه، أو أظلمه بالانفصال عنه.. ماذا أفعل؟”.


***


القارئة العزيزة، بينما أقرأ الجزء الأخير من رسالتك رن في أذني صوت فيروز ممتلئًا بالشجن والتعب وهي تقول “يمكن حبك جد.. بس أنا تعبانة”. أتفهم حيرتك وتعبك. أتفهم مدى ثقل ما تتعرضين له من ابتزاز عاطفي، حين تظنين أنك اكتفيتِ ولم يعد بإمكانك احتمال المزيد من العصبية والشد والجذب، يظهر فجأة وجهه الضعيف يرجوكِ أن تتراجعي، وتلمحي، ولو لوقتٍ قصير، ذلك الوجه من شخصيته الذي أحببته في البداية. وهو، كما تقول الأغنية، وكما تقولين أنتِ، قد يكون صادقًا وجادًا جدًا في حبك، ولكنه متعِب وأنتِ مُتعَبة.


لا داعي أبدًا للشعور بالذنب إذا قررتِ إنهاء العلاقة، الآن، أو في أي وقتٍ لاحق، فكما تقول لكِ الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري علم النفس والعلاج الأسري، من أجل مثل هذا الموقف تمامًا وجدت الخطوبة، كي تتاح للطرفين دراسة بعضهما البعض، ودراسة العلاقة جيدًا، والتعرف على مميزات وعيوب الطرف الآخر ومدى إمكانية احتمال كل طرف لعيوب الآخر ومدى تفاهمكما من عدمه.


وهو فعلاً يحبك، ولكن الحب الذي ينطوي على الكثير من الغيرة والعصبية وحب التملك لا يصنع أبدًا علاقة صحية. لا نتمنى فسخ الخطبة ولكنك بحاجة إلى وضع بعض الخطوط الحمراء الواضحة التى إن لم يلتزم بها يجب عليكِ التفكير في إنهاء ارتباطك به. أول هذه الخطوط الحمراء أن العنف مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يجب أبدًا تبريره لا بالعصبية ولا بالضغوط.


يمكن أن تغفرى مرة مع توضيح أن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ولكن تكرار العنف ضدك مؤشر خطر.


ثاني الخطوط الحمراء يتمثل في ضرورة وجود مساحة خاصة لكل منكما حتى لو كنتما تحبان بعضكما جدًا. المسافة ضرورية في أي علاقة صحية، ووجود حياة اجتماعية لكل منكما أمر حيوي وضروري ولا يجب أبدًا التنازل عنه.


يجب أن تعقدا جلسة هادئة معًا تتحدثي فيها بشفافية عن خطوطك الحمراء وعن شكل الحياة التي تتمنيها، وشكل العلاقة التي لا يمكنك احتمالها وامنحيه فرصة أخيرة ليعاملك كما تستحقين. ولكن لا تقدمي أبدًا على خطوة الزواج على أمل أن يتغير بعد الزواج، فهذا لا يحدث أبدًا وإذا لم تضعي حدودًا متينة وواضحة للعلاقة ستغرقي في التعاسة فيما بعد.

وشوشة
وشوشة


 


فى إطار حرص “اليوم السابع” على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت “اليوم السابع” خدمة “وشوشة” لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.


يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى [email protected] أو الرابط المباشر.

[ad_2]

Source link

من sanaanow

اترك تعليقاً