قصيدة بلا ملامح
————–
د. مختار محرم
————–
نَــــومٌ.. حَــيَــاةٌ.. صَــحــوَةٌ.. وَمَــمَــاتُ
لُـــغـــزٌ تَـــقُـــصُّ دُرُوبَـــــهُ الــخُــطُـوَاتُ

وَقَــصِــيـدَةٌ مَــجـهُـولَـةُ الأَفْــكَــارِ لَــــم
تَــقــدِر عَــلَــى تَـروِيـضِـهَـا الـكَـلِـمَـاتُ

وَمَــشَـاعِـرٌ مَــــوؤُودَةٌ فِــــي مَـهـدِهَـا
وَجَــنَــائِــزٌ يَــمْــضِــي بِـــهَـــا أَمْـــــوَاتُ

وَأَنَــــــا وَصَــنــعَـاءُ الـــتِــي تَـحـتَـلُّـنِـي
لَا تَــــحـــتَـــوِي آلَامَـــــنَـــــا أَبـــــيَــــاتُ

نَـمـضِي بِـعَـرشِ الـذِّكـرَيَاتِ إِلَـى غَـدٍ
تَــبْـكِـي عَــلَــى أَنْــقَـاضِـهِ الـمَـلِـكَـاتُ

سـيـف ابــن ذي يــزن أضــاع طـريقه
فــيــهـا وأضـــنــت خــيــلـه الــكـبـوات

مِــن أَيــنَ أَقْـتَحِمُ الـقَصِيدَةَ وَالأَسَـى
يُــغـوِي الـقَـوَافِيَ والـسُّـطُورُ شَـتَـاتُ

مِـــن أَيـــنَ أَدْخُـلُـهَـا وَكُـــلُّ مَـؤُونَـتِـي
قَـــلَـــمٌ تُــعَــتِّــقُ حِـــبـــرَهُ الــعَــبَــرَاتُ

وَعَـلَـى سُـكُـوتِي أَلــفُ أَلــفُ قَـصِيدةٍ
صُــلِــبَـتْ.. وَفَـــوقِــي جُــثَّــةٌ وَجُــنَــاةُ

وَبَـــنَــاتُ أَفــكَــارِي الــتِــي عَـاقَـرتُـهَـا
بَـــانَــت فَــأضْـغَـاثُ الــحُــرُوفِ رُفَــــاتُ

هَــــذِي الــبِـلَادُ مَـحَـطَّـةٌ لِـلـصـمْتِ لَا
هَــمــسٌ يَــعِـيـشُ بِــهــا وَلَا أَصـــوَاتُ

غَـــادَرتُ أَرضِــي وَالــدُرُوبُ تَـشَـابَكَت
فِــــي نَــاظِــريَّ وَغَــابَــت الـمِـشـكَاةُ

وَعَـزَمتُ فِـي دَربِ الـنَوَى عَـودًا إِلَـى
أَفــيَــائِــهـا فَــاغــتَـالَـنِـي الــمِــيــقَـاتُ

آَزَالُ وَجــهُـكِ فِـــي سُـطُـورِي سَـافِـرٌ
يَـــرنُـــو إِلَـــــيَّ وَصَــمــتُـهُ حَـــسَــراتُ

أَحــلَامُـكِ احـتَـرَقَـتْ هُـنَـاكَ فَـأَظْـمَأَتْ
قَــلــبًــا بِـــنَـــزفِ جِـــرَاحِـــهِ يَــقــتَــاتُ

فِــي بَـابِـكِ الـمَـوصُودِ ضَـاءَتْ رَغـبَتِي
بِــوصَـالِـك الْ تَــبـكِـي بِــــهِ الـقُـبُـلَاتُ

مِـن جُـرحِكِ انـبَثَقَ الظَلَامُ فَفِيكِ مِن
حُــــزنِ الــسَّـمَـاءِ مَــلَامِـحٌ وَسِــمَـاتُ

آوِي.. فَـــــلَا مَـــــوجٌ إِلَـــيــكِ يُـقُـلُّـنِـي
لَا قَـــــــارَبٌ يَــمــضِــي وَلا مِـــرسَـــاةُ

أَرنُــــو إلَــيـكِ أَغُـــص بِـالـدَمـعِ الـــذِي
تَــحــتَـلُّ فَـــيــضَ هُــطُــولِـهِ صَــلَــوَاتُ

شَـــوقِــي إِلَـــيــكِ تَــبَـاعَـدَتْ آفَــاقُــهُ
وَخُـــطَــايَ نَـــحــوَكِ كُــلُّــهَـا عَــثَــرَاتُ

لَاعَيشَ لِي فِي البُعدِ عَنكِ وَلَا هوًى
حَــتَّــى الـقَـصَـائِـدُ هَــاهُـنَـا هَــفَــوَاتُ

بِــكِ يَـرسُمُ الأَحـزَانٌ حَـرفِي .. لَـوحَةً
تَــبــكِـي عَــلَــى أَلــوَانِـهَـا الــفُـرشَـاةُ

أَزهَـقـتُ فِـيـكِ مُـنَى الـشَبَابِ لِأَنَّـنِي
آمَـــنــتُ أَنَّ الـــمَــوتَ فِـــيــكِ حَـــيَــاةُ

30 ديسمبر 2014م

من sanaanow

اترك تعليقاً