لا تحزني ..
فالمُعتِمُونَ يُفَضِّلونَ العيشَ في كَنَفِ الظلامِ بلا بصائرْ ..

باعوا الكرامةَ بالهَوانِ؛
ليغنموا رَغَدَ الحظائرْ ..

جَدَعَ الرعاةُ أنوفَهمْ
لَمْ يُدرِكوا أبداً بأنَّ مطابخَ الطغيانِ سوفُ تُعِدُّهُمْ يوماً فطائرْ ..

لا تحزني ..
كُثُرٌ هُمُ الموتى الذينَ يُقَاتِلونَ مَعَ الطغاةِ بلا ضمائرْ ..

تَبَّاً لَهُمْ
ولكُلِّ مَن باتوا كأسرابِ الخُفَاشِ يُصَفِّقُونَ لطائراتِ الروسِ؛ تَختَطِفُ الحياةَ من المنائرِ والعمائرْ ..

لا تحزني ..
كُثُرٌ هُمُ الــ عَشِقُوا حياةَ الذُّلِّ في كَنَفِ الطغاةِ بلا حناجرْ ..

يا كبرياءَ الجرحِ في الشامِ الأبيةِ والعراقِ وفي السعيدِ وليبيا …
يا نَزفَ أفئدةِ الحرائرْ ..

كُثُرٌ أولئكَ في موازينِ القذائفِ، والمَعَاطِفِ، لا موازينِ الحياةْ ..
لكنَّهمْ زَبَدٌ سَيَذهَبُ عارياً
والبحرُ يَزخَرُ بالجواهرْ ..

أقسمتُ يا حَلَبُ الأبِيَّةُ ما سَقَطتِ؛
وإنَّما سَقَطَ القطيعُ مَعَ الطغاةِ؛
بِنَزفِ طفلٍ ماتَ
كالشهداءِ
ظافرْ ..

حَلَبُ الأبيَّةُ ..
أنتِ قِصَّةُ أمَّةٍ خَطَفَ الطغاةُ حياتَها
فزرعتِ في رَحِمِ العُرُوبَةِ
من دماءِ الأوفياءِ
بكُــلِّ شِــــــبرٍ
ألفَ ثائرْ ..

ياسين عبدالعزيز
15/12/20166م

من sanaanow