فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
و لكنني من وشك بينك أجزع
فصبراً لأمر الله إن حان يومنا
فليس لأمْرٍ حَمَّهُ اللّه مَدْفَعُ
]]>
أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي
جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا
مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ
رُمحَهُ حالاً فَحالا
يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ
رُدَّت فَوارِسُها عِجالا
مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ
تَخالُهُم فيهِ جِمالا
وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ
الريحُ بارِدَةً شَمالا
وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم
يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا
لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ
نَعُدُّهُم فينا عِيالا
خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً
صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا
وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي
يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا
]]>
أَبكي لِصَخرٍ إِذا ناحَت مُطَوَّقَةٌ
حَمامَةٌ شَجوَها وَرقاءُ بِالوادي
إِذا تَلَأَّمَ في زَغفٍ مُضاعَفَةٍ
وَصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ جَرّادِ
وَنَبعَةٍ ذاتِ إِرنانٍ وَوَلوَلَةٍ
وَمارِنِ العودِ لا كَزٍّ وَلا عادِ
سَمحُ الخَليقَةِ لا نِكسٌ وَلا غُمُرٌ
بَل باسِلٌ مِثلُ لَيثِ الغابَةِ العادي
مِن أُسدِ بَيشَةَ يَحمي الخِلَّ ذي لِبَدٍ
مِن أَهلِهِ الحاضِرِ الأُدنَينِ وَالبادي
وَالمُشبِعُ القَومِ إِن هَبَّت مُصَرصَرَةٌ
نَكباءُ مُغبَرَّةٌ هَبَّت بِصُرّادِ
]]>
لو كُنتُ أَبكي لِلحُمول iiلشاقَني
لليلى ، بأعلى الوادِ الواديينِ، حمولُ
يطالعنا منْ كلِّ حدجٍ iiمخدَّرٍ
أوانسُ بِيضٌ ، مِثلُهنَّ iiقَليلُ
يشبّهها الرائي مهاً بصريمة iiٍ
عَلَيهِنَّ فَينانُ الغُصونِ iiظَلِيلُ
عقيلهنَّ الهيجمانة ُ، iiعندها
لنا- لو تُحيَّا- نعمة ٌ iiومقبلُ
وفِتيانِ صِدقٍ ، قَد بَنَيتُ iiعَلَيهمُ
خِباءً بمَوماة ِ الفَلاة ِ ، iiيَجُولُ
كما جَالَ مُهرٌ في الرِّباطِ ، iiيَشُوقُهُ
على الشَّرفِ الأقصَى المَحَلِّ ، iiخُيولُ
تلاقتْ بنو كعبٍ وأفناءُ iiمالكٍ
بأمرٍ ، كصَدرِ السَّيفِ ، وهْوَ iiجَلِيلُ
تَرَى كلَّ مَشبوحِ الذِّراعَينِ iiضَيغَمٍ
يَخُبُّ به عارٍ شَواهُ ، iiعَسُولُ
أَغَرَّ ، مِنَ الفِتيانِ ، يَهتَزُّ iiللنَّدَى
كما اهتَزَّ عَضبٌ باليَمينِ ، iiصَقِيلُ
كأنَّ المذاكيْ، حينَ جدَّ iiجميعنا،
رَعيلُ وُعُولٍ ، خَلفَهُنَّ iiوُعولُ
عَلَيهِنَّ أولادُ المُقاعِسِ iiقُرَّحاً
عناجيجُ، في حوٍّ لهنَّ iiصهيلُ
كأنَّ على فرسانها نضخَ iiعندمٍ
نجيعٌ، ومسكٌ بالنحورِ iiيسيلُ
إذا خرجتْ من غمرة ِ الموتِ ردَّها
إلى المَوتِ ، صَعبُ الحافَتينِ ، ظَلِيلُ
فما تَركُوا في عامرٍ مِن iiمُنَوِّهٍ
ولا نسوة ٍ، إلاَّ لهنْ عويلُ
تَركْنَ بَحِيرا والذُّهابَ ، iiعَلَيهما
من الطير غاباتٌ، لهنَّ iiحجولُ
]]>