[ad_1]

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، غاص العالم بأهوال الحرب الباردة التي وضعت حلفاء الأمس وجها لوجه. وفي خضم هذه الحرب التي مثلت نزاعا غير معلن بين المعسكرين الشرقي والغربي، شهد العالم سباق تسلح بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية اللتين سعيتا للاستحواذ على أحدث التقنيات والتكنولوجيا العسكرية وإنتاج أكبر عدد ممكن من الرؤوس النووية.

إلى ذلك، مثلت عمليات التجسس أحد أهم أعمدة الحرب الباردة. فعلى مدار نحو 45 عاما، لم يتردد الأميركيون والسوفيت في الاعتماد على الجواسيس للحصول على الأسرار العسكرية وكشف مدى تفوق الطرف الآخر. وفي خضم هذا النزاع غير المعلن، حصل الأميركيون في حدود منتصف الستينيات على صيد ثمين كشفوا من خلاله أهم التكنولوجيات السوفيتية بفضل طيار عراقي عرف بمنير روفا.

لوحة تجسد طائرة ميغ 21 سوفيتية

لوحة تجسد طائرة ميغ 21 سوفيتية

مخاوف سوفيتية

خلال ستينيات القرن الماضي، خصصت الولايات المتحدة الأميركية ميزانية هامة لدعم وكالة الاستخبارات المركزية التي اتجهت لتجنيد عدد كبير من العملاء لصالحها بهدف مقارعة النفوذ العالمي المتزايد للاتحاد السوفيتي. إلى ذلك، مثلت طائرة ميغ 21 واحدة من أهم الأسرار العسكرية السوفيتية التي حاول الأميركيون الحصول عليها بشتى الطرق. وفي الأثناء، كثفت موسكو جهودها للحفاظ على أسرار هذه الطائرة المقاتلة المتطورة، حسب معايير تلك الفترة، ورفضت بشدة تسليمها لدول أخرى حليفة.

وعقب جملة من الأحداث التي هزت العالم كالانقلاب بكل من غواتيمالا والكونغو ومحاولات اغتيال فيدل كاسترو المتعددة ووفاة الرئيس العراقي عبد السلام عارف بظروف غامضة، قبل الاتحاد السوفيتي بعملية تزويد عدد من الدول الحليفة بالشرق الأوسط بطائرة ميغ 21. ومن ضمن هذه الدول، حصلت كل من مصر وسوريا والعراق على هذه الطائرة المقاتلة. وفي خضم هذه الأحداث، مارس الاتحاد السوفيتي رقابة صارمة على عمليات تسليم طائرات ميغ 21 لضمان عدم تسريب تكنولوجيتها نحو الدول الغربية.

وحسب العديد من التقارير، لعب الرئيس العراقي السابق عبد السلام عارف، قبل وفاته، دورا هاما في إقناع السوفيت بضرورة حصول العراق على مقاتلات ميغ 21. وما بين عامي 1961 و1963، باشر السوفيت، حسب تقارير الموساد، بالتعاقد لتسليم مقاتلات ميغ 21 التي سرعان ما أصبحت أهم القطع الحربية الجوية لدى كل من مصر وسوريا والعراق.

هروب نحو إسرائيل

وفي خضم هذه الأحداث، اتجه الموساد للتقرب من عدد من الطيارين العراقيين لتجنيدهم لصالحه. ومع رفض البعض منهم التعامل مع الجانب الإسرائيلي، لم يتردد عملاء الموساد في قتلهم للحفاظ على سرية العملية التي حاول من خلالها الحصول على مقاتلة ميغ 21.

صورة للطائرة ميغ 21 التي سرقت من العراق

صورة للطائرة ميغ 21 التي سرقت من العراق

لاحقا، عثر الموساد على ضالته في شخصية الطيار العراقي المسيحي منير روفا. وقد اتجه العملاء الإسرائيليون حينها للتأثير على منير روفا اعتمادا على العامل الديني. وفي مقابل قبوله بإنجاز هذه المهمة الصعبة، طالب منير روفا السلطات الإسرائيلية بضمان خروج عائلته من العراق للعيش بالولايات المتحدة الأميركية خوفا من تتبعات أمنية قد تطالهم في حال بقائهم بالعراق.

ومع العثور على العميل المناسب، تعاونت المخابرات الإسرائيلية مع نظيراتها الأميركية والإيرانية، أثناء فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوي، والبريطانية لضمان نجاح المهمة. وبتعاون إسرائيلي إيراني، نقلت عائلة منير روفا نحو إيران قبل أن يتم توفير ممر آمن لها لاحقا نحو إسرائيل.

صباح يوم 16 أغسطس 1966، تعمد منير روفا التأخر عن تدريب روتيني لسلاح الجو العراقي ليقلع بطائرته ميغ 21 بشكل متأخر تزامنا مع نجاحه في إقناع قائده بقرب التحاقه بالسرب.

وعلى حين غفلة، زاد منير روفا من سرعة طائرته وغيّر اتجاهها نحو الأراضي الإسرائيلية تزامنا مع قطعه الاتصال برفاقه الذين ابتعدوا عنه بمسافة كبيرة خلال التمرين. وأثناء تحليقه نحو إسرائيل، تجاوز منير روفا الدفاعات العراقية، التي لم تكن على علم بالأمر، ونجح في تضليل الطائرات الحربية الأردنية التي كانت متأخرة تكنولوجيا مقارنة بنظيرتها العراقية.

مع نزول روفا بالمطارات الإسرائيلية، وضع سلاح الجو الإسرائيلي يده على طائرة ميغ 21 التي مثلت حجر أساس سلاح الجو بكل من العراق وسوريا ومصر. وبالتزامن مع ذلك، أجرى الإسرائيليون دراسات على هذه الطائرة المقاتلة قبل أن يسلموها للمسؤولين الأميركيين لتفكيكها وفهم خصائصها والتكنولوجيا المعتمدة لصناعتها.

أثارت هذه العملية الاستخباراتية التي قادها الموساد غضب المسؤولين السوفيت الذين كانوا قد حاولوا سابقا، وبشتى الطرق، منع تسرب تكنولوجيا ميغ 21.

فضلا عن ذلك، لعبت واقعة منير روفا دورا هاما بنكسة 1967 تزامنا مع حصول الإسرائيليين على تكنولوجيا أهم الطائرات المتطورة لدى الجيوش العربية.

[ad_2]

Source link

من sanaanow

اترك تعليقاً