في حادثة صادمة لكل منتسبي الصحافة والأدب في اليمن غادر إلى بارئه الليلة الماضية الشاعر والإعلامي محمد عبده العبسي في ظروف غامضة، حيث تناقل الجميع خبر الوفاة على أن سببه نوبة قلبية مفاجئة .. وسرعان ما بدأت بعض الأصوات تطالب بالتحقيق في الوفاة ووضع فرضية الاغتيال باعتبار الفقيد كان يقوم بتحقيق صحفي منذ شهور عن ملفات فساد ونهب متورط فيها بعض المتنفدين في سلطة الأمر الواقع، وبعد أن كان مقررا تشييع جثمان الراحل ظهر اليوم الأربعاء طالبت وزيرة حقوق الإنسان بمنع دفن الفقيد والتحفظ على جثمانه حتى يتم معرفة سبب الوفاة، وبذلك قررت النيابة العامة تشريح الجثة في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات.

وقد نعى العديد من الشعراء والصحفيين بكلمات حزينة زميلهم الفقيد فنشر الشاعر عبد المجيد التركي على حائطه في الفيسبوك:

توجهتُ في الصباح إلى منزل الصديق محمد العبسي..
وصلتُ إلى بداية الشارع ورأيت الأفق مسدوداً..
لا لم أرَ شيئاً..
كنت أتحسس طريقي كأعمى في يومه الأول..
عدتُ.. لا أدري كيف وصلت بيتي.
أنا جبان لأنني لم أستطع الدخول لرؤية صديقي المسجَّى،
فقد كان يستقبلني واقفاً بابتسامته العريضة التي تملأ نصف وجهه.

ونشر عامر السعيدي في صفحته في الفيسبوك:

أضفت ثقبا جديدا لقلوبنا الملعونة برحيلك يا محمد عبده العبسي
كنت الصحفي البصير والشاعر الساحر، وحيدا كالقطرة، جميعا كالمطر .. هكذا اخترت تسمية مجموعتك الأخيرة وهكذا ستظل . رحمات

 

ومن صفحة الشاعر جميل مفرح:
محمد عبده العبسي..
رحمة الله تغشاك يا صديقي الصغير..
لماذا رحلت باكراً..؟!

 

ونشر الكاتب منصور راجح:
محمد عبده العبسي اغتيل!
على الأقل صمتوا شوي من هول الحدث! او ليكن حديثكم صمتا، عيب بلاش تبتذلوا استهدافه برحمة الله تغشاه وكان وكان … الولد الجميل استهدف ….. محمد عبده العبسي اغتيل… دقيقة صمت حدادا! ما تبقى من عمر صمودا! على ومن اجل هذا الولد الذي قُتل (وحيدا كالقطرة جميعا كالأمطار) … لتنكس الأعلام والرؤوس الخائنة اما رؤوسنا نحن فيجب ان ترتفع الى السماء مع محمد عبده العبسي.

 

ونشر مختار محرم على صفحته في الفيسبوك
رحلتَ ولم يئِنْ وقت الرحيلْ
وملت إلى غيابٍ لا يميلْ

على درب الحقيقة كنتَ تمضي
وحيدا يقتفيك إليك جيلْ
ومن شفتيك كان الفجر يلقي
قصيدته فيبتسم الأصيل
لماذا غبت؟ كان العهد يقضي
بأن نتشارك الحلم النبيل
وكنتُ أظن أن الليل حتى
وإن طالت مخالبه ضئيلْ
تسابقت الجنان إليك رغما
وبينك والمنايا ألف ميلْ
رحلت وخلفك الأيام تبكي
ستبقى ذلك الحي القتيلْ
ستبقى أيها (العبسي) حتى
وإن غادرت في سفرٍ طويل

وفي حائط زين العابدين الضبيبي كان النعي رقيقا مختصرا فكتب:

– يا صديقي ابتعد
_ كيف؟
– خذ ما تيسر من ورقٍ في الحقيبة وامضِ
_ إلى أين يا صاحبي؟
– ثم ناصية أنت تعرفها فانتبذها
_ أتلك؟
– نعم
_ ولماذا؟
– ستدري ولو بعد حين!!

من sanaanow