[ad_1]

دراسات وشهادات في عالم «أديب نوبل» القصصي والروائي

إطلالة جديدة على أعماله في «الأستاذ من جديد»


الأربعاء – 23 محرم 1443 هـ – 01 سبتمبر 2021 مـ رقم العدد [
15618]


القاهرة: حمدي عابدين

بالتعاون بين موقع صدى «ذاكرة القصة المصرية» ودار «ميتابوك» للنشر والتوزيع المصرية، صدر كتاب «الأستاذ من جديد»، الذي أشرف عليه الروائي سيد الوكيل. وضمّ الكتاب 3 فصول، بمشاركة عدد من الكتّاب والمبدعين من مصر والعراق والسعودية قدموا شهادات إبداعية حول علاقتهم بعالم محفوظ القصصي وشخصياته الروائية.
تضمن القسم الأول من الكتاب دراسات نقدية بعنوان «مداخل متنوعة إلى عالم نجيب محفوظ». وكانت الأولى للدكتور حسين حمودة بعنوان «زمكان الطريق… قراءة في روايات نجيب محفوظ» التي لاحظ خلالها أن هناك شكلاً من أشكال الالتصاق النسبي بالمكان، الذي يتسم بنوع من الضيق إلى حد ما، في مقابل اتساع الزمن وامتداده ورحابته.
وقال حمودة إن هذا المعنى يؤيده إلحاح هاجس «البيت القديم» في بعض روايات محفوظ، كما تؤكده كثرة تناوله لأماكن محددة، مثل الحارة، الزقاق، البيت، التي يسعى لاستكشاف كل منها خلال أزمنة متعددة.
وذكر حمودة أنه في عدد ملحوظ بين روايات محفوظ توجد مجموعة من الاستراتيجيات الفنية التي تنطلق من فكرة «الخروج» من المكان، وأحياناً الخروج عليه، ما يجسد تجارب متعددة تنبني على مفهوم يتصل بزمن الطريق ومكانه، أو «زمكان الطريق»، وهو ما يتضح في روايات «الطريق» 1964. و«اللص والكلاب» 1961. و«السمان والخريف» 1962. و«الشحاذ» 1966. و«قلب الليل» 1975، و«رحلة ابن فطومة» 1983، وجميعها تتمحور، بشكل واضح، حول تنويعات متعددة على «زمكان الطريق».
ولفت حمودة إلى أن «هذا الزمكان يتجاوز أشكال حضوره الهامشي والعابر، في روايات أخرى، لكنه حاضر في أغلب الروايات بشكل عام؛ إذ يندر أن تجد عملاً يستغني عن تنويع أو آخر على هذا الموضوع. حيث يلوح هذا الزمكان، ويتركز عليه التناول المحوري الذي تتأسس فيه وبه الوقائع الأساسية في الروايات الست؛ حيث تتقاطع في نقطة زمانية ومكانية واحدة الدروب الزمانية والمكانية لمختلف ألوان الناس الذين يمثلون كل الفئات والأوضاع الاجتماعية والمعتقدات والأعمار، وهو ما يجعل أولئك الذين تفصل بينهم عادةً المرتبة الاجتماعية أو البعد المكاني يلتقون مصادفة ويتصارعون وتتصادم مصائرهم على امتداد الأحداث الروائية».
وفي دراسته حول «المعنى الوجودي في رواية قلب الليل» يرى الكاتب سيد الوكيل «أن رحلة جعفر الراوي التي قطعها بحثاً عن ميراثه من جده في (خان جعفر) الذي صار وقفاً، فيما حفيده جعفر الراوي في مسيس الحاجة إلى مليم، والتي انتهت إلى ما بدأت منه حيث لا يقين ولا خلاص… المعنى المرجو منها هو أن تدرك بذاتك (المفردة) كنه ذاتك».
ومن جهتها، قالت الكاتبة العراقية أثير جليل أبو شبع، في دراسة بعنوان «النظرية النفسية لفرويد وانعكاسها في أعمال نجيب محفوظ – رواية (السراب) نموذجاً»، إن نظرية فرويد أثبتت أن الأطفال يقعون تحت تأثير ما يسمى «الانفعال اللاواعي»، ويحتفظون به حتى البلوغ، وهنا يقع الشخص بين صراعي الواقع والمتعة، «حيث يفرض الأول ذاته على النفس، ويؤدي المحيط الموجود حول الفرد إلى تحويل المتع الموجودة إلى نوع من الكبت». وذكرت أبو شبع أن نجيب محفوظ طبقاً لهذه الفلسفة قام ببناء شخصية «كمال» بطل روايته «السراب» وقد جعل اسمه ذا دلالة عكسية، كما هي عادته في أغلب أعماله، حيث يحمل الاسم نقيض أوصاف المسمى، فكمال ليس بكمال، بل شخص انطوائي خجول لا رغبة له بأي تجربة من تجارب الحياة، ولا تتعدى معرفته جدران بيته الأربعة.
وأشارت أبو شبع أن فقدان والدة البطل لزوجها بالطلاق جعلها تغطي على عُقد نقصها بالضغط على ابنها، وجعله لا يرى أحداً سواها، ونتيجة للكبت الذي تعرض له من الأم نشأت عنده مختلف العقد النفسية والشعر بالخزي اللامرئي، بدءاً من مرحلة الطفولة، وصولاً للبلوغ وتحمل المسؤولية، وهكذا مرت حياة الطفولة للبطل بين الاندفاعات والمتعة، وأمام عدم خروج هذه الأمور من اللاوعي وبقائها في الداخل فشل كمال في زواجه وحياته الاجتماعية فيما بعد.
وتضمن الفصل الثاني وعنوانه «أبناء وأحفاد» في حارة نجيب محفوظ شهادات ورؤى لعدد من الكتاب والأدباء، من بينهم الروائي طارق إمام الذي تركزت شهادته حول كتاب «أحلام فترة النقاهة»، وقال إن نصوصه القصصية تمثل وجهاً جديداً تماماً لمحفوظ كاتب الأقصوصة، السوريالي، المتململ من نفسه، وقد صنع محفوظ نصاً مفتوحاً على احتمالات شتى، لا نهائية، حقق خلاله تصوره المتكامل عن «الأقصوصة»، ذلك الشكل الفني الكثيف، الذي لم تعرفه من قبل روح القصة القصيرة المحفوظية.
وكتبت عبير سليمان عن الرمز في قصص كتاب «التنظيم السري»، التي يشرح محفوظ من خلالها منهج العمل داخل تنظيمات جماعات الإسلام السياسي، ويقصد جماعة «الإخوان المسلمين»، وخططهم التي يضعونها في الخفاء، ويتكتمون عليها بسرية تامة. وقالت سليمان إن القصص تطل منها روح السخرية والتهكم التي تميز أسلوب محفوظ؛ حيث يمزج بين العلم والخيال، وبين البعد الإنساني والاجتماعي.
من جهته، ركّز الكاتب السعودي فهد العتيق حديثه على حارات نجيب محفوظ، وقال إن هناك حضوراً كبيراً للمكان، كما أن الرؤية الفلسفية أو السياسية في أدب محفوظ ليست تنظيرية أو مقحمة على النص، لكنها جزء من الموقف الاجتماعي والسياسي والأدبي في النص الروائي الذي يكتبه وجزء من نسيج البناء الموضوعي والفني للنص المتشكل من أسئلة الناس والحوار العفوي بين البشر.
وتضمن الجزء الثالث دراستين مترجمتين، إحداهما بعنوان «التحليل البنيوي ووجهات النظر المختلفة في رواية ميرامار»، للناقدة كاثرين سوان، ترجمها أشرف دسوقي علي، أما الثانية فتركز على «الدين والثقافة والهوية في أعمال نجيب محفوظ»، كتبها أنطونيو كوزار سانتييغو، ونقلتها للعربية خلود محمد الجرايحي.



Art



[ad_2]

Source link

من sanaanow