[ad_1]

عن دار الرواد ببغداد، صدرت للزميل ماجد الخطيب مسرحية جديدة بعنوان «الكابت والناشز».
ويبدو الكابت والناشز (الكاتب والناشر كما يقدمهما المؤلف) مثل فيلم رسوم متحركة يتصارع فيه توم وجيري بلا انقطاع. وهو، حسبما يرى الخطيب، «صراع أزلي، منذ ظهور الطباعة والنشر ويزداد حدة وتناحرية مع زيادة أعداد الناشرين والكتاب، وتحول النشر في تطور حلزوني متصاعد إلى تجارة أكثر منها خدمة أدب».
يحذو الخطيب حذو «محمد بن المرزبان المحلي» في ذمه للثقلاء، فقد ثبّت جملة «ملهاة في ذم الناشرين» على الغلاف الأول من المسرحية التي صدرت ببغداد عن دار الرواد المزدهرة بقطع متوسط ونحو 125 صفحة.
لا يعرف الناشر، حسب المسرحية، لماذا يضع الناس نقطة على الراء ويلقبونه بـ«الناشز»: خطأ مطبعي أم ذبابة ذرقت على حرف الراء في بطاقته الشخصية. ولا يعترف «الناشز» في المقابل بالكاتب كأديب ويلقبه بـ«الكابت»، لا لأنه يكبت معاناته مع الناشرين، وإنما بسبب كبته لمغامراته العاطفية عن الآخرين. ويبدو «الناشز» في المسرحية وكأنه صاحب «فضل كبير على من لبس الثياب» (كتاب آخر معروف لابن المرزبان».
وحينما يتكاتب الكابت والناشز على الإنترنت يكتبان صيغ المجاملة والاحترام المعتادة، لكنهما يصب كل واحد منهما لعناته على الآخر بصوت مسموع (للمشاهد)، وهما يكتبان منفصلين عن بعضهما.
من المسرحية:
الكابت (يقول):
لست الناشز الوحيد في هذا البلد.
(يكتب):
حسناً، لا داعي للمناوشات. أجد أن الحل الأفضل هو نشر كتبي على التوالي.
الناشز (يكتب):
فعلاً، ولكن عليك أن تنتظر.
(يقول):
ناثر فاشل وشاعر أفشل!
الكابت (يكتب):
أحلام سعيدة.
(يقول):
عساك بكوابيس لا تستيقظ منها!
(ينتهي التلاسن على الإيميل. يبتعد الكابت عن اللابتوب ويخاطب الجمهور محذراً بهز سبابته أمام وجهه):
وإذا أتتك مذمتي من ناشر…!
نعرف من تاريخ الأدب كيف كان الأديب الفلاني يشكو الفقر في رسائله مع الناشر ويطالب بزيادة جعالته التي لا تعينه على أكل الخبز. وتزخر رسائل كتاب آخرين بالاعتراضات على قلم الناشر الذي تحول إلى رقيب على نصوصهم.
لكن الناشز، في حواره مع الكابت، يفسر الجعالة (أي ما يُجعل على العمل من أجر) على أنها كلمة من مقطعين هما «جع وعش عالة». ويرد عليه الكابت بالقول إنه ليس ناشراً وإنما «منشار يدخل يأكل ويخرج يأكل».
لا يمتلك الكابت حظاً مع الناشز لنشر كتبه إلا بعد مماته. إذ يصبح شهيراً جداً يلهث آلاف القراء وراء مؤلفاته بسبب موته الغريب. يموت الكابت بعد مغامرة عاطفية بجلطة في القلب. يقرر الناشز بعدها اغتنام الفرصة ونشر مؤلفات الكابت المتراكمة في مؤسسته.
في مشهد أخير، يتحول الكابت إلى ميت متحرك (زومبي) يطارد الناشز في أحلامه، مطالباً إياه بنشر كتبه.




[ad_2]

Source link

من sanaanow