[ad_1]

صدر حديثا عن دار «أكورا AGORA» للنشر والتوزيع المغربية ديوان «المقر الجديد لبائع الطيور» للشاعر والناقد المغربي عمر العسري، وهو الرابع له في أعماله الشعرية.
يقع الديوان في 130 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم عنوانين داخليين، أولهما «يافطة»، وينضوي تحتها عشرة نصوص، والثاني «منفذ الإغاثة» ويضم نصاً واحدا. تبدو العلاقة بين العنوانين كأنها محاولة للبحث عن أسطورة ما للخلاص في عباءة الحياة والتراث، فالنصوص العشرة تنسج عباءة الحياة ومفارقاتها، بينما يسترجع النص الأخير غبار أسطورة شهيرة من التراث الإنساني، سومورية وبابلية على وجه الخصوص.
بهذا الروح تشتبك القصائد مع الوجود في عيانه الظاهر والمتخفي، من خلال حوارية مع الأشياء والكائنات والطيور، مشربة أحيانا برذاذ من الفانتازيا والتهكم والسخرية. فالقصيدة ابنه اللامرئي والمجهول، منهما تستقي دهشتها ومغامرتها، كما تتراءى كومضة أحيانا، وأحيانا أخرى تحلق في فضاء أزمنة وأمكنة ومشاهد قصية، لكنها تراوح دائما في براح الحلم والذاكر، وبقوتهما الكاشفة تحيل إلى الراهن اليومي المعيش، وكأنه جسر يربط بين أقاصي الغياب والحضور، وفوقه تتكشف معاناة الذات الشاعرة، على شتى الأصعدة العاطفية والاجتماعية والسياسية.
ويهتم الشاعر بمعمارية القصيدة على نحو يتماثل مع معمار المدينة، حتى تكاد تصبح ظلا لها، ويلتقطها من حفر وعثرات الحياة، من دبيب البشر وخطواتهم المثقلة بالأحزان، وعيونهم المشدودة إلى لحظة أمل في الغد.
من أجواء الديوان يقول الشاعر في نص بعنوان «تمثال من فراغ»:
«أحد ما
حفر اسمي
على الأسوار الخلفية للمدينة
أحد ما
أراد أن يقلق سكينة
القطط المتسافدة
أن يطير أنثى الحمام
من عشها
أن يفزع اللقلق
كي يغادر القمة المتبقية
أن يمزق نسيج
العنكبوت الحكيم
هو وحده
هذا القادر على إزعاج
سلم ريختر روحي
يظل غارقا في قلقه الأبدي
إذ أنا… مجرد تمثال
من فراغ
مجرد غبار على حافة الشرفة».




[ad_2]

Source link

من sanaanow