[ad_1]

«هوت ماروك» تستدعي «مراكش الأخرى»

ترجمة إنجليزية لرواية مغربية


الاثنين – 7 محرم 1443 هـ – 16 أغسطس 2021 مـ رقم العدد [
15602]


غلاف الترجمة الإنجليزية

مراكش: عبد الكبير الميناوي

صدرت أخيراً عن دار نشر جامعة سيراكيوز بنيويورك، ترجمة إنجليزية لـرواية «هوت ماروك»، للكاتب المغربي ياسين عدنان، قام بها المستعرب الأميركي أليكس ألينس، رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة هانتر بنيويورك.
وقدم الكاتب المغربي الطاهر بنجلون، الرواية للقارئ بالإنجليزية بكلمة على الغلاف الأخير، جاء فيها: «شاهداً على عصره، كأي كاتب حقيقي، يرسم ياسين عدنان صورة معقدة وقوية لمغرب يتجاوز فيه الواقعُ غالباً الخيال، بكتابة سلسة وجميلة، تُثري هذه الرواية على نحو رائع الموروثَ الإبداعي المغربي الجديد».
وكانت «هوت ماروك»، التي صدرت في 2016 ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) لعام 2017، قد صدرت، قبل سنة، في ترجمة فرنسية عن منشورات «آكت سود» بفرنسا، من إنجاز فرانس مايير.
ويقول لنا عدنان ياسين عن الترجمة إنها «تكتسب قيمتَها بالنسبة للكاتب مما تُتيحه لمُنجَزه الأدبي من آفاق قرائية أوسع»، مشيراً إلى أن روايته «استفادت لحد الآن من طبعات عديدة محلياً وعربياً، وما زال الطلب عليها متواصلاً حتى الآن، حتى أن هناك طبعة جديدة للرواية قيد التحضير».
وأشار عدنان إلى التفاعل الإيجابي مع روايته في ترجمتيها الفرنسية والإنجليزية، بالقول: «لا أخفيك أنني فوجئت وأنا أطلع على بعض المتابعات النقدية والقراءات التي نُشرت في بعض المنابر الفرنسية والأميركية إلى توقف هذه الأخيرة عند ظواهر أسلوبية وعناصر فنية وحتى موضوعات فرعية لم أكن أُولِيها قبل الترجمة كبير اعتبار. يُشبه الأمر حاجة العود إلى مفارقة الديار ليكتسب قيمته، وإلا فـ(العود في أرضِه نوع من الحطب) كما قال الشاعر القديم».
وخلص عدنان إلى أن «الترجمة تُثري العمل الأدبي، تكشف عن أبعاد جديدة له، وترفع من شأنه»، من دون أن يخفي سعادته بهاتين الترجمتين، خصوصاً أنهما كانتا خالصتين لوجه الأدب». وزاد موضحاً: «لم تكن تجمعني أي علاقة سابقة لا مع فرانس مايير التي ترجمت الرواية إلى الفرنسية لصالح (آكت سود)، ولا مع المستعرب الأميركي أليكس ألينسون. لقد صادفا الرواية معاً، أحباها وسعيا إلى ترجمتها، ولا أخفيك أنني تعاونت معهما خلال الترجمة، وساهمت معهما في عملية المراجعة والتنقيح وأنا سعيد بالحصيلة».
و«هوت ماروك» هي الرواية الأولى لياسين، الذي من قبل عدة مجموعات شعرية منها «مانكان» و«رصيف القيامة» و«لا أكاد أرى» و«دفتر العابر»، ومجموعات قصصية مثل «من يصدق الرسائل؟» و«تفاح الظل» و«فرح البنات بالمطر الخفيف»، فضلاً عن عمل مشترك مع الشاعر سعد سرحان، تحت عنوان «مراكش… أسرار معلنة»، علاوة على حضوره القوي على مستوى الإعلام الثقافي، مغربياً وعربياً.
وتتميز «هوت ماروك» بكونها رواية عن المغرب وتحولاته. عن مراكش «الحاضرة/ البستان» وما تتعرض له من ترييفٍ واغتيالٍ للأشجار، عن الجامعة وحراكها الطلابي، عن مضارب الإنترنت وقُطاع طرُقها الرقمية، عن أحوال الناس وطبائع البشر، عن السياسة والصحافة، وعن طرافة الحملات الانتخابية في مغرب العزوف عن التصويت والمشاركة السياسية. إنها رواية عن شخصية (رحال العوينة) الجبان خامل الذكر الذي يصير جباراً في الأحلام، أو حين يرقص على الحبال الافتراضية من وراء شاشة».
ويرى فيها كاتبها «صرخة ضد التضليل وخلط الأوراق بشكلٍ صار ممنهجاً في مشهدنا الإعلامي والسياسي»، مشيراً إلى أن عنوانها «ملفق من الترجمة الفرنسية لاسم المغرب وكلمة (هوت) الإنجليزية التي تعني الساخن»، الشيء الذي يعني أنها تتحدث عن «المغرب الساخن على وزن (البريد الساخن) هوتميل، مع العلم أن (هوت ماروك) هو اسم صحيفة إخبارية إلكترونية ستحتضن هيئة تحريرها وكذا فضاءاتها الإلكترونية التفاعلية عدداً من أحداث الرواية»، لافتاً إلى أن «طرافة شخصية رحال ومراوحته الشيقة بين حياتين متوازيتين، الواقعية والافتراضية، وثراء الأحداث والوقائع هو ما استدرجه إلى جنس الرواية».
وتتكئ «هوت ماروك» على شخصيات طريفة تسبر الرواية أغوارها النفسية، ترصد محيطها الاجتماعي، وترسم ملامحها الإشكالية بطريقة فنية: رواية حضرية تستدعي مدينة مراكش وتستضيفها بأسلوب مغاير للطريقة التي اعتادت أن تحضر بها في الرواية المغربية والعالمية. لذلك، فمراكش «هوت ماروك» هي مراكش أخرى، مختلفة عن مراكش التي استهوت الكتاب العرب والغربيين: من السوري أدونيس والعراقي سعدي يوسف، إلى الإسباني خوان غويتسولو، والألماني هانس فيرنر غيردتس، وقبلهم الفرنسي – الألماني إلياس كانيتي، والفرنسي كلود أوليي، وغيرهم.



Art



[ad_2]

Source link

من sanaanow