قدري شاء لي أن أرد حياض البوح فأظفر برشفات من سلسبيل فراته علّني أبُلّ ريق المتلهِّف الولهان. .
وأيمِّمُ وجهي صوب أمّتي فأجد أنّ سحنتها قد تناوشتها عوامل تعرية أحداث جِسَامٍ تقَسِّمُ الأحزان على مساحاتٍ من أمّتنا المثخنة بجراحات تتوسع يوما بعد يوم من الطائفية والحزبية والقبلية والمرض والفقر والجهل ..
والأعداء يسايرون تطوّر التقنية وبالتالي يسخِّرون كلّ طاقات مكرهم في استغلال ذلك في بثِّ كلّ مخططاتهم وإسقاطها على خارطة وطننا العربي. .
الوطن الذي آل إليه العالم ليشربوا من حضارته السلام ،
ولقد آلم الأعداء هزائمهم في أماكن عدة من تواجدهم ،وانتشار الإسلام بسرعة النار في الهشيم ،
وهذا ماأوغر الأحقاد في نفوس الغرب ،وصمموا على الانتقام من هذه الأمة ،بحيث يحققون مايرمون إليه بقدر يسير من الخسائر ،وتكون هناك استراتيجيات تدمير البلدان العربية من الداخل ،والخارج يكون مشرفا على هذه الفوضى المرسومة بإتقان ؛ لتعمّ الوطن العربي فوضى يدّعون أنها خلّاقة ،وأين الحياة التي ينشدونها للأوطان في ظلِّ فوضى خلاّقة وكأنها (بعرة جَمَل )؟؟
فهل التاريخ يسير للوراء أم أننا نعيش (The Clash of Civilizations)
(صدام الحضارات أو صراع الحضارات)وهو مؤلف لــ( صاموئيل هنتنجتون) الذي تنبأ بصراعات مابعد الحرب الباردة بأنها لن تكون بين الدول القومية. واختلافاتها السياسية والاقتصادية ،بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيس للنزاعات بين البشر في السنين القادمة،وهذا ماأثار جدلا كبيرا في أوساط منظري السياسة الدولية،من خلال مقالة هنتنغتون بعنوان (صراع الحضارات) في مجلة ” فورين آفيرز” ،وهي كانت رداً مباشراً على أطروحة تلميذه الياباني الأصل ( فرانسيس فوكوياما) المعنونة” التاريخ والإنسان الأخير” الذي أوضح فيها أنه بنهاية الحرب الباردة ستكون الديمقراطية الليبرالية الشكل الغالب على الأنظمة حول العالم ..
وقد ركز هنتنغتون على الإسلام وقال بأن: ” حدوده دموية وكذا مناطقه الداخلية” مشيرا لصراعات المسلمين مع الأديان الأخرى ….،ولكنه حدّد الصراع بأنه بين” العالم المسيحي ” بقيمه العلمانية من جهة ، و” العالم الإسلامي ” من جهة أخرى. .
ويضيف ” إذ تستعمل الدول الغربية مزيجا من القوة العسكرية والمؤسسات الدولية والترويج لقيم الديمقراطية والليبرالية لحماية مصالحها وضمان هيمنتها على إدارة العالم ”
وإذا ما عرفنا أن ( فرانسيس فوكوياما) قد حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد فإنه سيزول الاستغراب ؛ لأن أطروحته تعيدنا لتأصيل التهديدات الروسية في الشرق الأوسط من خلال اسمها ( التهديدات السوفييتية الناتجة عن التدخل في الشرق الأوسط) ،ويقصد بأطروحته الذائعة الصيت (نهاية التاريخ والإنسان الأخير ) نهاية التاريخ كاتجاه وليس كأحداث ،الديمقراطية الليبرالية هي تتويج التطور الأيديولوجي للإنسان وعدم وجود بديل بربري وخطير يعني أن الحجج الآيديولوجية للآخرين لاترقى لمقارعة الديمقراطية الليبرالية. .
فهل ستتحول حضارة الإسلام من حضارة تستوعب وتحمي كل الأديان والمذاهب والطوائف إلى أن تخوض الصراع الحضاري قسرا ؟
أم أنها ستتلقى الصدمات تلو الصدمات لتصحو على حقيقة أنه يراد لها أن تكون طرفا رئيسا في صراع هي في منأى عنه بل إنه فُرِض عليها فرضا لتحقيق الانقسام المراد بين الإسلام وأتباعه بإيجاد الخلافات الدائمة بين أنصار هذه الفئة أو تلك…؟؟؟
وهل سيقع الشرق بحضارته فريسة للتنظيرات التي تستقرئ له الولوج في مجتمعات مفرغة من الحاكمية الحقيقية لبلدانها ؟؟
عبدالكريم الخياط

من sanaanow