وأنا اتجول بناظري بين صفحات قصائد ديوان شاعرنا الكبير محمد سعيد جراده ( لليمن حبي ) الذي صدر بصنعاء سنة 76م اثر اهتمام وتوجيه الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي بطباعته بعد ان جمعتهما جلسة تعارف ومقيل قرا فيها شاعرنا عددا من قصائده لفت نظري وجود اسم الشاعر الراحل محمد الشرفي في آخر صفحات الديوان باعتباره كما قال مراجعا لمحتويات الديوان بتكليف من الاديب الاستاذ الشاعر عبدالله حمران رحمه الله والذي ربطته علاقة صداقة حميمة بالجراده عندما كان شاعرنا في شمال
اليمن في الخمسينيات قادما من عدن .اذ ابدی الشرفي اعتذاره للقارئ وملاحظته النقدية علی بعض اخطاء زعم الشرفي ان الجراده وقع فيها قائلا :
( صادفت في المراجعة لهذاالديوان كلمات قليلة لاتتفق والمعنی العام للبيت رغم رجوعي الی بعض القواميس
اللغوية )..!
ولم يبين الشرفي ايا من الكلمات غيرالمناسبة والمتفقة مع المعنی العام..!!
ويبدو ان شاعرنا ابا هاني لم يعر هذا القول ادنی اهتمام !
ولمعرفتي بطبيعة الشرفي المتعالية لم استغرب
كلامه فقد قال عن نفسه ذات يوم بانه ( نزار قباني اليمن ) في مقابلة مع صحيفة لبنانية..!
ولانه قد رحل في ذمة الله وكذلك الشاعر الجراده
فان الشعر والابداع هما الابقی والاسمی علی الضغائن!!

وحسب الجراده ان اشعاره النبوية والوطنية والغنائية ماتزال تملا باصدائها الاصقاع ..
وانهي كلامي ببيت من احدی معارضاته الشعرية
لميمية البوصيري القائل:
امن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جری من مقلة بدم
وعارضها شوقي قائلا :

ريم علی القاع بين البان والعلم
احل سفك دمي في الاشهر الحرم
وقال الجراده:
راع المشوق وميض في دجی الظلم
وحرم النوم ذكری جيرة الحرم

….

التالي ابيات من قصيدة قالها استاذي الشاعر الكبير محمد سعيد جراده عن واقع حال الامة
العربية قبل 70 عاما.. فما اشبه الليلة بالبارحة
بل لعل البا رحة كانت الافضل :

فيا ايها القلب البعيد مرامه
خذ الكون سفرا خالد الدرس قاسيا
سطور علی لوح الحياة كئيبة
تعيد الی الذهن الطلول البواكيا
امامك أنی سرت للشر دولة
بها زمر الشيطان تنشئ المآسيا
زعانف تمزيق الشعوب شعارها
لتحيا وحوشا من دماها ضواريا
رضيتم شعوب العرب ظلم ملوككم
فحدتم عن القصد الذي كان ساميا
والبستم التقديس اصنام فتنة
من الخلق المحمود امست عواريا

فلا تشتكوا ظلم الطغاة فانكم
خلقتم لها جوا من الصمت صافيا

(قالها رحمة الله عليه سنة 46م حين كانت الانظمة العربية اما مستعمرة واما ملكية)

من sanaanow