..
وذاكرةُ الرجوعِ هنا تُغني في قوافينا !!
وصوتُ العشبِ قافلةٌ من الأنغام تغرق في أماسينا !
وكأسٌ من ضياء الروح والأحلامِ يشعلنا لكي نحكي
يقول بلهفة ٍ وأسى : قفا نبكِ !
وجئنا من زفيف الريح ِ من لون الرياحينِ
نفتِّشُ في حقول البنِّ عن كل العناوينِ
وعن سبأٍ ..
وعن سيفٍ يصلصلُ في الميادينِ
وعن بلقيسَ وهي تُعلِّمُ الدنيا ..
وتشرب من مآقينا !
وعن وطنٍ إذا ما حلَّ في وطنٍ يقول لنا : قفا نبكِ !
يمانونا !
ولا تسأل !
مسافاتُ الهوى فينا
تَنَاقَصُ كلما زدنا
وزاد بمجلس النواب شخصٌ ليس يعنينا
وكانت نقطةُ التفتيش أسمنَ من أسامينا
وأربى من روابينا
وأوسعَ من مس
تغَصُّ بنا ..
ونارُ القهرِ ميَّتةٌ ، وَرَغْمَ الموتِ لا تنسَ مواضينا !
تناشد ربها فينا متى نبكي ؟!اعينا
وأنفى من منافينا !
وأقدمَ من قفا نبكِ !
أراضينا !
مقصقصةٌ منحَّتةٌ مقصَّفةٌ مضيَّعةٌ مقطَّعةٌ ..
وجئنا مثل طلع النخل ِ نلْقَحُ من قفا نبكِ
نموتُ من الهوى عشقاً ونصنع بالهوى دينا
ونكسِر كبرياءَ الثلج ِ ..
نكسرُ كبرياء القيدِ ..
نكسِرُ من يعادينا .. فننكسرُ !
تُكسِّرنا أمانينا !
وأجنحةُ الرؤى فينا مبلَّلةٌ ..
لذا ياأمّنا الخضراء نعتذرُ !
وَقُرْبَى من : قفا نبكِ .
قفا نبكِ
وجارتُـنا التي كانت على الأبواب لا تقرا
ولا تدري
وكانت في العرا تضحى
وكانت في الضحى تعرا
خرجنا من مآسينا
ومن أضلاعنا العذراء
ومن أبشارِنا السمراء
وأشعلنا فتيل الشمسِ
صنَّعنا ملابسها من الفولاذ والياقوت والجوهر
وأوسعنا لها في الصدرِ ، في الأعماق ِ ..
في أحيائنا مَسْمَر
تُسامرُ طيفَ من تهوى .. وتزدهرُ
تُصَانعنا .. فتنقلبُ
تُصلِّبُنا على الأبواب
تشربُ من سُلافِ البنِّ في دمنا وتبصقنا على الأبواب
– قفا نبكِ !
وتأكل من أغاني الخبز من وطني
تُفتِّتُنا على الأبواب !
– قفا نبكِ !
وتدخل بيت أجدادي تقلّبُ في أغانينا
فتسجننا على الأبواب !!
– قفا نبكِ !
أتأمرنا ؟!
تُذكِّرُنا ؟!
أتعلم شاعراً فينا ولا يبكي !