[ad_1]

كتاب ومفكرون وفنانون «في سياق مختلف»

«حين تغيّرنا عتبات البيوت» للؤي عبد الإله


الثلاثاء – 29 جمادى الآخرة 1443 هـ – 01 فبراير 2022 مـ رقم العدد [
15771]


لندن: «الشرق الأوسط»

عن دار «دلمون الجديدة للنشر والتوزيع»، صدر كتاب «حين تغيّرنا عتبات البيوت» للقاصّ والروائي لؤي عبد الإله. ويضم الكتاب نصوصاً ومقالات مختارة كُتبت بين 1990 – 2020 تتناول مختلف فروع المعرفة الإنسانية، أدبياً وفنياً وفكرياَ، بالإضافة إلى نصوص متفرقة.
فنقرأ فيها مقالات عن دانتي، وكارل ماركس، وتولستوي، وأبي العلاء المعري، وماري شللي، ونيتشه، وبيتهوفن، وفان جوخ، ودوستويفسكي، وباختين، وكازو إيشيجورو، ووليم تريفور، وميلان كوندرا، وإيتالو كالفينو، وغائب طعمة فرمان، وفؤاد التكرلي، وشمعون بلاص، ومحمد مهدي الجواهري، ونجيب المانع، وفاضل السلطاني، وهدى بركات، وحيدر عبد المحسن وغيرهم.
وميزة هذا الكتاب، رغم كثرة الكتاب والمفكرين والفنانين الذين تناولهم، أنه يلتقط جوانب وزوايا من أعمالهم، ربما لم تُدرس سابقاً بشكل كافٍ، ويربط بين المشترك عند البعض منهم مع البعض الآخر، كما في دراسته عن «دوستويفسكي وباختين… مَن ينقذ مَن»، مستشهداً بكتاب «شعرية دوستويفسكي» لباختين الذي أعاد اكتشاف صاحب «الإخوة كرامازوف»، و«الجريمة والعقاب»، من ناحية استخدامه «الكرنفالية» و«تعدد الأصوات»، والمحاكاة الساخرة، والحوارية. وبذلك أطلق باختين، دوستويفسكي من جديد، وأنقذه من النسيان، بل أدخله حتى في العالم الأنغلوسكسوني، الذي أساء تقدير أعماله كثيراً. وأنقذ دوستويفسكي بدوره باختين، إذ إن احتفاء قومسار (وزير) الثقافة آنذاك أنتالولي لوناتشاركي، بكتاب «شعرية دوستويفسكي»، أنقذ باختين من النفي إلى سيبيريا بسبب شكوك النظام السوفياتي بولائه!
وكذلك نقرأ مقاربة جديدة في تأثير الموسيقى والفلسفة على الإبداع الأدبي، كما في تأثير بيتهوفن ونيتشه على كتابات الروائي الفرنسي – التشيكي ميلان كوندرا. وكان تأثير الأول قد انعكس على أسلوبه الروائي. وترك الثاني تأثيره على مستويين مختلفين: استثمار البناء الموسيقي في الكتابة، ورفض الأنظمة الفكرية المتحجرة.
وعلى عكس كوندرا، يجد لؤي عبد الإله، على سبيل المثال، أن الموسيقى عند كاتب عراقي هو الراحل نجيب المانع، الذي بنى لنفسه «معبداً موسيقياً كلاسيكياً وفّر له ملاذاً منفصلاً عن الواقع»، لم تترك أثرها على نثره، فقد ظل أسلوب الارتجال هو السائد في الكثير من كتاباته، فهو على الأغلب ينتقل من موضوع لآخر بروح تسودها أحياناً الخطابية أو التعليمية.
ومن التداخل الفني، عبر الصداقة، نقرأ عن تلك العلاقة الغريبة التي جمعت بين بيكاسو وبراك، وكانت نقطة تحوُّل في الفن التشكيلي. فمن خلال «تبنيهما رؤية مشتركة تمكّنا من تطوير المدرسة التكعيبية التي تحلل عناصر اللوحة إلى أسطوانات ومخروطات وأشكال هندسية أخرى، ضاربةً عرض الحائط بالمنظور الذي ظل منذ عصر النهضة أساساً لشتى المدارس الفنية في الرسم». وقد بلغت الرؤيا المشتركة بين الصديقين «حداً جعلهما يقدمان أعمالاً يصعب تخمين أي منهما وراءها، على الرغم من أنهما كانا يرسمان في مشغلين مختلفين». وكذلك كانت الصداقة بين الرسامين بول كلي وأوغست ماكيه قد جعلتهما ينتجان رسوماً للبيئة التونسية تشترك في المعالجة اللونية والتشكيلية». وكان الرسامان قد سافرا معاً إلى تونس عام 1914.
في كتاب «حين تغيّرنا عتبات البيوت»، يقدم لنا عبد الإله هؤلاء الكتاب والفنانين والمفكرين في سياق ونسيج مختلفين، لكننا، كما تقول الكاتبة السورية نهلة السوسو في تقديمها، «لا نرى انقطاعاً في الزمن ولا فجوات نتوهمها في اختلاف اللغات أو أنواع الإبداع، معبراً (الكاتب) عن ذك بجملة في ختام أحد مقالاته: نحن في مسرح يتبادل المتفرجون والممثلون مواقعهم داخله باستمرار، دون أن يعرفوا ما هي نهاية المسرحية، وإن كان لها، حقاً، أي نهاية!».



Art



[ad_2]

Source link

من sanaanow