وَلَقَد قُلتُ حينَ أَقفَرَ بَيتي
مِن جِرابِ الدَقيقِ وَالفُخّارَةِ
وَلَقَد كانَ آهِلاً غَيرَ قَفرِ
مُخصِباً خَيرُهُ كَثيرُ العِمارَةِ
فَأَرى الفَأرَ قَد تَجَنَّبن بَيتي
عائِذاتٌ مِنهُ بِدارِ الإِمارَةِ
وَدَعا بِالرَحيلِ ذِبابُ بَيتي
بَينَ مَقصوصَةٍ إِلى طَيارَةِ
وَأَقامَ السِنَورُ في البَيتِ حَولاً
ما يَرى في جَوانِبِ البَيتِ فارَةِ
يَنفَضُ الرَأسَ مِنهُ مِن شِدَّةِ الجو
ع وَعَيشٌ فيهِ أَذى وَمَرارَةِ
قُلتُ لَمّا رَأَيتُهُ ناكِسَ الرَأس
كَئيبا في الجَوفِ مِنهُ حَرارَةِ
وَيَكُ صَبراً فَأَنتَ مِن خيرَةِ سَنَورٍ
رَأَتهُ عَيناي قطّ بَحّارَةِ
قالَ لا صَبرَ لي وَكَيفَ مَقامي
بِبُيوتِ قَفرٍ كَجَوفِ الحِمارَةِ
قُلتُ سِر راشِداً إِلى بَيتِ جارٍ
مُخصِبٍ رَحلُهُ عَظيمُ التِجارَةِ
وَإِذا العَنكَبوتُ تَغَزَّلَ في دَفّي
وَحُبّي وَالكوزُ وَالقِرقارَةِ
وَأَصابَ الحِجامُ كَلبي فَأَضحى
بَينَ كَلبٍ وَكَلبَةٍ عَيّارَةِ

 

المصدر :بوابة الشعراء

من sanaanow

اترك تعليقاً