[ad_1]

بُحّـةٌ تتصاعدُ من قاعِ بئرٍ مقدسةٍ

والتراتيلُ تخفقُ عبر الممراتِ:

عينانِ تلتهمانِ حياةً بكاملها..

يوسفُ الحسنِ، بل قمرُ الديرِ

يا لفتوّتِهِ، حمْرةٌ، مثلما خجلُ امرأةٍ، تملأ الوجْهَ

تلك شرارةُ  فوضاهُ، تلك دعابتُهُ الشّرِسَةْ

كلّ شيءٍ تكاملَ دون انقطاعٍ:

سينضمُّ، طفلاً، إلى جوقةٍ،

يتنامى فتىً، والمعلّمُ يمنحهُ

وطناً من عذابٍ..

وحزباً..

ومكتبةً..

***

ثم يمضي الصبيُّ إلى نضجِهِ..

تتقدمُ منه القصيدةُ عريانةً

إنها ملتقى كلِّ شاردةٍ:

للأنوثة أو للشراسةِ أو لاشتباكِ الفنونْ

ملتقى كلّ حيٍّ وميْتْ..

وردةٌ فوق قبرٍ وشاهدةٌ عند بيْتْ

ملتقى كلِّ شاردةٍ:

تلك  أنثى تصدُّ الرصاصَ بأغنيةٍ..

وبقيةُ سوطٍ على شـفتينْ..

تعبٌ يتوهّجُ سخريةً

بدمٍ تتلطّخُ زنزانةٌ..

لوحةٌ تتشابكُ

يقتحم اللونُ لوناً يناقضُهُ..

وقميصٌ يُقـَدُّ من الجهتـينْ..

***

تشيرُ إلى أفقٍ يـداهُ، فيزهـر ُ           عـراقٌ رمــاديٌّ، وتمـتدُّ أنهـرُ

ويصفو غبـار الكون، أيّةُ أمّـةٍ          تصلّي بلا تقوى، توالي  وتُنْكِرُ

ويصغي الى حُلْمين: ذاتٌ مريرةٌ     وثَـمّ سـرابٌ، مثلمـا الوهـمُ، أحمرُ

ويصغي.. ونصغي ..

ثَـمّ حلْـمٌ..

وخيْبةٌ..

***

يرفع الكأسَ ريّانةً من على المنضدةْ..

تنعـسُ الخمرُ في يدِهِ،  فيرى، في قرارتها،

ثَمَّ منحدراً للغيومِ على جبلٍ، ويرى امرأةً

يتناثرُ تفّاحُها في الجهاتِ جميعاً..

أكان يرى حلْمَهُ حافياً؟

أيرى البئرَ والأخْوَةَ الحَسَدَةْ..؟

ثُـمَّ تنعـسُ في يدهِ الخمرُ ثانيةً..

***

كان يوسف يصحبُ قطيعاً من النمور

في حقولٍ من الشكّ والمراثي:

قصائده لا تبعث في روحه إلا الشعور بالقرف.

مشاحناته اليومية مع كارل ماركس تصل حد التشابك بالأيدي.

كان يغير ولاءاتِهِ مثلما يغير كهلٌ ملولٌ عكازته المتهالكة،

ثم يصرخُ في وجوه لائميه:

أيّكم تطاوعه نفسه على تقبيل جثة؟

***

تسيرُ إلى الوادي الكراهـةُ، تنتشي الخرافـاتُ والدفـلى، بلادٌ وحيدةً

تغنّي لقتلاها، ولا أخوةٌ لها، سوى البئرِ، تستشري وتنمو. ويوسف،

يرى من ثقوبِ القلبِ، أرضاً كسيرةً ترمّمُها الفوضى، فتمضي الى غدٍ

أشدَّ انكساراً، يوسف محضُ صرخةٍ، ونصرٌ رماديٌّ يلوحُ..

قصيدةٌ تُزفُّ الى القتلى، ويوسفُ لا يرى سواهم،

ولا يصغي لغير قصيدةٍ،

تقولُ ولكنْ لا تقولُ، مخيفةٌ

وخائفةٌ..

***

تلك أيامه تتوهّجُ قاتمةً، لوحة تتأوّهُ ملء الممرِّ المؤدّي إلى النومِ،

تفتحُ للكأسِ درباً إلى ما تريدُ، وغليونُه مثلُ ذاكرةٍ تتنامى وتخبو.

أتلك نشارةُ أيامهِ؟ أم بقايا نساءٍ تبخّرْنَ كالماءِ؟

يوسفُ يصحو على وقعِ كارثةٍ:

ما الذي ظلَّ، من غـدهِ، حكمةٌ أم عنادْ؟

ما الذي ظلّ، في يـدهِ، من غبـار البلادْ؟

إن يوسفَ محضُ عينـينِ تائهتـينِ

وبُحّـةُ ترتيلةٍ

ومعلقةٌ من رمـادْ..

[ad_2]

Source link

من sanaanow